وقد اختلف في بانيها فأكثر المؤرخين على أن بانيها سوريد بن سهلوق أحد ملوك مصر قبل الطوفان الآتي ذكره في الكلام على ملوكها فيما بعد إن شاء الله تعالى جعلها قبورا لأجسادهم وكنوزا لأموالهم حين أخبره منجموه وكهنته بما دلهم عليه الرصد النجومي من حدوث حادثة تعم الأرض ورجحه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم وقال لو بنيت الأهرام بعد الطوفان لكان علمها عند الناس .
وذكر ابن عفير عن أشياخه أن بانيها جياد بن مياد بن شمر بن شداد بن عاد ابن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام .
قال ولم تزل مشايخ مصر يقولون إن الذي بناها شداد بن عاد وذهب المسعودي وغيره إلى أنه بناها يوسف عليه السلام .
وقال ابن شبرمة بنتها العمالقة حين ملكوا مصر .
وبالجملة فهما من أعظم الآثار وأقدمها وأجل المباني وأدومها ولله القائل .
( انظر إلى الهرمين واسمع منهما ... ما يرويان عن الزمان الغابر ) .
( لو ينطقان لخبرانا بالذي ... صنع الزمان بأول وبآخر )