الطور بين أيلة والقلزم غربي الدخلة المتقدم ذكرها ثم يمتد كذلك حتى ينتهي إلى القصير فرضة قوص ثم يتسع في جهتي الجنوب والشرق حتى يكون اتساعه تسعين ميلا وتسمى تلك القطعة المتسعة بركة الغرندل وهي التي أغرق الله تعالى فيها فرعون ثم يأخذ جنوبا بميلة يسيرة إلى الغرب إلى عيذاب فرضة قوص أيضا .
ويقابلها من بر الحجاز جدة فرضة مكة المشرفة ثم يمتد في سمت الجنوب على ساحل بلاد السودان حتى يصير عند سواكن من بلاد البجاة ثم يمتد كذلك حتى يحيط بجزيرة دهلك وهي جزيرة قريبة من ساحل هذا البحر الغربي وأهلها من الحبشة المسلمين .
ويقابلها من البر الآخر جنوبي حلي ابن يعقوب من بلاد اليمن ويمتد حتى يصل إلى رأس جبل المندب المتقدم ذكره .
وهناك يضيق البحر حتى يرى الرجل صاحبه من البر الآخر .
ويقال إنه بقدر رميتي سهم وترى جبال عدن من جبال المندب في وقت الصحو ثم يتجاوز باب المندب ويأخذ شرقا وجنوبا ويتسع قليلا قليلا ويمر على بقية سواحل الحبشة حتى يمر بمدينة زيلع من بلاد الحبشة المسلمين .
ويقابلها عدن من بر اليمن وهي عن عدن في الغرب بميلة إلى الجنوب ثم يمر إلى مدينة مقدشو ثم يمتد كذلك حتى ينتهي إلى خليج بربرا الخارج من بحر الهند في جانبه الجنوبي على ما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى .
ويتجاوز فم هذا الخليج ويمتد على سواحل بلاد الزنج حتى ينتهي إلى آخرها ثم يمتد على سواحل بلاد الواق واق على أماكن مجهولة حتى ينتهي