والسحر فاتهمه بالدعوة للخلفاء الفاطميين وهم من جملة طوائف الإسماعيلية ففر الحسن بن الصباح منه هاربا إلى مصر وبها يومئذ المستنصر بالله خامس خلفاء الفاطميين فأكرمه وأحسن نزله وأمره بأن يخرج إلى البلاد للدعوة إلى إمامته فأجابه إلى ذلك وسأله من الإمام بعده فقال إنه ابني نزار وهو الذي تنسب إليه النزارية منهم فخرج ابن الصباح من مصر وسار إلى الشام والجزيرة وديار بكر وبلاد الروم يدعو إلى إمامة المستنصر ثم ابنه نزار من بعده وسار إلى خراسان وجاوزها إلى ما وراء النهر ودخل كاشغر يدعو إلى ذلك ثم عاد إلى الطالقان واستولى على قلعة الموت في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة ثم استولى على قلعة أصبهان واستضاف إليها عدة قلاع بتلك النواحي في سنة تسع وتسعين وأربعمائة وقويت شوكة هذه الطائفة بتلك البلاد وعظم أمرها وخافها الملوك وسائر الناس وبقي ابن الصباح على ذلك حتى مات في سنة ثمان عشرة وخمسمائة وتنقلت تلك القلاع بعده حتى صار أمرها إلى شخص من عقبه يسمى جلال الدين بن حسن ألكيا الصباحي فأظهر التوبة في سنة سبع وخمسين وخمسمائة وبقي على ذلك إلى سنة ثمان وستمائة فأظهر شعائر الإسلام وكتب إلى جميع قلاع الإسماعيلية ببلاد العجم والشام فأقيمت فيها وبقي حتى توفي سنة ثمان عشرة وستمائة وقام بعده ابنه علاء الدين محمد وتداول مقدموهم تلك القلاع إلى أن خرج هولاكو على بلاد العجم في سنة ست وخمسين وستمائة باستصراخ أهل تلك البلاد من عيثهم وفسادهم فخرب قلاعهم عن آخرها