صحبته فأعيد إلى الوظيفة في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة وعاد مولى صحبة الركاب الشريف السلطاني ثم توجه صحبته إلى الشام عند وصول تمر لبغداد فمرض ومات هناك فولى الظاهر مكانه القاضي بدر الدين محمود السراي الكلستاني في شوال سنة ست وتسعين وسبعمائة وحضر صحبة الركاب الشريف إلى الديار المصرية فبقي حتى توفي في جمادي الأولى سنة إحدى وثمانمائة فولى الظاهر مكانه المقر العالي الفتحي فتح الله ففتح الله به من أبواب ديوان الإنشاء ما كان مغلقا وأصفى به من ورده ما كان مكدرا .
وانتقلت السلطنة بعد وفاة الظاهر برقوق إلى ولده الناصر فرج فأجراه من المباشرة والإجلال والتعظيم عل عادة أبيه ثم صرفه عن الوظيفة في شهور سنة ثمان وثمانمائة وأقام مكانه في الوظيفة المقر السعدي إبراهيم بن غراب وهو يومئذ مشير الدولة بعد تنقله في وظائف الديار المصرية والمشار إليه وأقام بها مدة لطيفة وعادت إلى المقر الفتحي فتح الله المشار إليه وقيل ( هذه بضاعتنا ردت إلينا ) فجرى فيها على الأسلوب الأول والمهيع السابق من العدل والإنصاف والإحسان إلى الخلق وإيصال البر إلى مستحقيه والمساعدة في الله لمن عرف ومن لم يعرف والله هو المكافئ لعباده على جميل الصنع .
( من يفعل الخير لم يعدم جوازيه ... لن يذهب العرف بين الله والناس )