إلى الفاضل الوزارة وديوان الإنشاء فكان يتكلم فيهما جميعا وأقام على ذلك إلى أن مات السلطان صلاح الدين فكتب بعده لابنه العزيز وأخيه العادل أبي بكر ثم مات وكتب للكامل بن العادل القاضي أمين الدين سليمان المعروف بكاتب الدرج إلى أن توفي فكتب بعده للكامل الشيخ أمين الدين عبد المحسن الحلبي مدة قليلة وتوالت كتاب الإنشاء في الولاية إلى أن ولي الملك الصالح نجم الدين أيوب فولى ديوان الإنشاء الصاحب بهاء الدين زهيرا ثم صرفه وولى بعده الصاحب فخر الدين إبراهيم بن لقمان الإسعردي فبقي إلى انقراض الدولة الأيوبية .
الحالة الخامسة ما كان الأمر عليه في الدولة التركية مما هو مستقر إلى الآن قد تقدم أن الصاحب فخر الدين بن لقمان بقي في ديوان الإنشاء إلى آخر الدولة الأيوبية .
ولما صارت المملكة إلى الدولة التركية بقي في صحابة ديوان الإنشاء أيام أيبك التركماني ثم أيام المظفر قطز ثم أيام الظاهر بيبرس ثم أيام المنصور قلاوون فباشر ديوان الإنشاء في أيامه مدة ثم نقله إلى الوزارة وولى مكانه بديوان الإنشاء القاضي فتح الدين بن القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر في حياة والده فبقي حتى توفي المنصور قلاوون واستقر بعده ابنه الأشرف خليل واستمر عنده في كتابة السر برهة من الزمان وسافر معه إلى الشام فمات بالشام فولى الأشرف مكانه القاضي تاج الدين أحمد بن الأثير وقفل السلطان راجعا إلى مصر فمات القاضي تاج الدين في أثناء الطريق بمضي شهر من ولايته فولى مكانه القاضي شرف الدين عبد الوهاب بن فضل الله فأقام بقية أيام الأشرف بن قلاوون وأيام أخيه الناصر محمد بن قلاوون في سلطته الأولى وأيام العادل كتبغا وأيام المنصور لاجين وأيام الناصر محمد بن قلاوون في سلطنته الثانية وأيام المظفر بيبرس الجاشنكير وبرهة من أيام الناصر محمد بن قلاوون في سلطنته الثالثة