الجملة السادسة في مساحة رأس القلم ومقدارها من حيث موضع القطة وتفرعها عن قلم الطومار ونسبتها من مساحته على اختلاف مقاديرها في الدقة والغلظ والتوسط وما ينبغي أن يكون في دواة الكاتب من الأقلام .
أما مساحة رأس القلم فاعلم أن رؤوس الأقلام تختلف باختلاف الأقلام التي جرى الاصطلاح عليها بين الكتاب وأعظمها وأجلها وأكثرها مساحة في العرض هو قلم الطومار وهو قلم كانت الخلفاء تعلم به في المكاتبات وغيرها .
وصفته أن يؤخذ من لب الجريد الأخضر ويؤخذ منه من أعلى الفتحة ما يسع رؤوس الأنامل ليتمكن الكاتب من إمساكه فإنه إذا كان علىغير هذه الصورة ثقل على الأنامل ولا تحتمله ويتخذ أيضا من القصب الفارسي ولا بد من ثلاثة شقوق لتسهل الكتابة به ويجري المداد فيه .
ولهم قلم دونه ويسمى مختصر الطومار وبه يكتب النواب والوزراء ومن ضاهاهم الاعتماد على المراسيم ونحوها وقدروا مساحة عرضه من حيث البراية بأربع وعشرين شعرة من شعر البرذون معترضات وهو أصل لما دونه من الأقلام فقلم الثلثين من هذه النسبة مقدر بست عشرة شعرة وقلم النصف مقدر باثنتي عشرة شعرة وقلم الثلث مقدر بثمان شعرات ومختصر الطومار ما بين الكامل منه والثلثين .
وكل من هذه الأقلام فيه ثقيل وهو ما كان إلى الشبع أميل وخفيف وهو ما كان إلى الدقة أقرب .
إذا تقرر ذلك فطول الألف في كل قلم معتبر بأن تضرب نسبة عرضه في مثله ويجعل طولها نظير ذلك ففي قلم الطومار يضرب مقدار عرضه وهو أربع وعشرون شعرة في مثلها خمسمائة وستا وسبعين شعرة وهو طولها وفي قلم الثلث تضرب نسبة عرضه من الطومار وهو ثمان شعرات في مثلها بأربع وستين فيكون طولها أربعا وستين شعرة وكذلك الجميع فاعلمه .
وأما عدد أقلام الدواة فقد قال الوزير أبو علي بن مقلة ينبغي أن تكون