ظلمة ويلفظ نورا قد يكون قلم الكاتب أمضى من شباة المحارب القلم سهم ينفذ المقاتل وشفرة تطيح بها المفاصل .
ومن كلام العميد عمر بن عثمان الكاتب قلم يطلق الآجال والأرزاق وينفث السم والدرياق قلم تدق عن الإدراك حركاته وتحلى بالنفائس فتكاته يسرع ولا انحدار السيل إلى قراره وانقداح الضوء من شراره معطوفة الغايات على المبادي مصروفة الأعجاز إلى الهوادي وإذا صال أراك كيف اختلاف الرماح بين الآساد .
وله خصائص أخرى يبدعها أبداعا فإذا لم يأت بها غيره تطبعا أتى بها هو طبعا فطورا يرى إماما يلقي درسا وطورا يرى ماشطة تجلو عرسا وطورا يرى ورقاء تصدح في لأوراق وطورا يرى جوادا مخلقا بخلوق السباق وطورا أفعوانا مطرقا والعجب أنه لا يزهو إلا عند الإطراق ولطالما نفث سحرا وجلب عطرا وأدار في القرطاس خمرا وتصرف في صنوف الغناء فكان في الفتح عمر وفي الهدي عمارا وفي الكيد عمرا فلا تحظى به دولة إلا فخرت على الدول واستغنت عن الخيل والخول .
وقال الإسكندر لولا القلم ما قامت الدنيا ولا استقامت المملكة .
وكل شيء تحت العقل واللسان لأنهما الحاكمان على كل شيء والقلم يريكهما صورتين ويوجدكهما شكلين .
وقال بعض حكماء اليونان أمور الدنيا تحت شيئين السيف والقلم والسيف تحت القلم .
وقال آخر فاقت صنعة القلم عند سائر الأمم جمع الحكم في صحون الكتب .
وقال العتابي ببكاء تبسم الكتب .
وقال البحتري الأقلام مطايا الفطن .
وقال أبو دلف العجلي القلم صائغ الكلام يفرغ ما