ابن محمود عن ابن المبارك عن سفيان عن يونس بن عبيد أنه أصيب بمصيبة فقيل له ابن عوف لم يأتك فقال إنا إذا وثقنا بمودة أخينا لم يضره أن لا يأتينا .
قال أبو حاتم رضى الله عنه العاقل يتفقد ترك الجفاء مع الإخوان ويراعي محوها إن بدت منه ولا يجب أن يستضعف الجفوة اليسيرة لأن من استصغر الصغير يوشك أن يجمع اليه صغيرا فإذا الصغير كبير بل يبلغ مجهوده في محوها لأنه لا خير في الصدق إلا مع الوفاء كما لا خير في الفقه إلا مع الورع وإن من أخرق الخرق التماس المرء الإخوان بغير وفاء وطلب الأجر بالرياء ولا شيء أضيع من مودة تمنح من لا وفاء له وصنيعة تصطنع عند من لا يشكرها وأنشدني الخلادي قال أنشدني محمد بن محمد البكري ... أحذر مودة ماذق ... خلط المرارة بالحلاوة ... يحصى الذنوب عليك ... أيام الصداقة للعداوة ... .
وأنشدني محمد بن ابراهيم البصري بصور لنفسه ... لا يغرنك صديق أبدا ... لك في المنظر حتى تخبره ... كم صديق كنت منه في عمى ... غرني منه زمانا منظره ... كان يلقاني بوجه طلق ... وكلام كاللالي ينثره ... فإذا فتشته عن غيبه ... لم أجد ذاك لود يضمره ... فدع الإخوان إلا كل من ... يضمر الود كما قد يظهره ... فإذا فزت بمن يجمع ذا ... فاجعلنه لك ذخرا تذخره ... .
أنبأنا القطان بالرقة حدثنا هشام بن عمار حدثنا إبراهيم بن موسى المكي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب قال وضع عمر بن الخطاب