أما المزاحة والمراء فدعهما ... خلقان لا أرضاهما لصديق ... إني بلوتهما فلم أحمدهما ... لمحاور جارا ولا لشفيق ... والجهل يزري بالفتى في قومه ... وعروقه في الناس أي عروق ... .
قال أبو حاتم رضى الله عنه المراء أخو الشنان كما أن المناقشة أخت العداوة والمرء قليل نفعه كثير شره ومنه يكون السباب ومن السباب يكون القتال ومن القتال يكون هراقة الدم وما مارى أحد أحدا إلا وقد غير المراء قلبيهما وقد أحسن الذي يقول ... وإياك من حلو المزاح ومره ... ومن أن يراك الناس فيه مماريا ... وإن مراء المرء يخلق وجهه ... وإن مزاح المرء يبدي التشانيا ... دعاه مزاح أو مراء الى التي ... بها صار مقلى الإخاء وقاليا ... .
أخبرني محمد بن المنذر حدثني كثير بن عبد الله التميمي حدثني إسماعيل بن محمد الطلحي حدثنا أبو الأخفش الكناني أنه قال لابن له ... أبني لا تك ماحييت مماريا ... ودع السفاهه إنها لا تنفع ... لا تحملن ضغينة لقرابة ... إن الضغينه للقرابة تقطع ... لا تحسبن الحلم منك مذلة ... إن الحليم هو الأعز الأمنع ... .
أخبرنا محمد بن ابراهيم الخالدي الهروى حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت أبى عن الأوزاعي قال قال بلال بن سعد إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه فقد تمت خسارته .
قال أبو حاتم رضى الله عنه المزاح إذا كان فيه إثم فهو يسود الوجه