وكذلك الجاهل يقال له في أول درجته المائق ثم الرقيع ثم الأنوك ثم الأحمق 0 .
وأفضل مواهب الله لعباده العقل ولقد أحسن الذي يقول ... وأفضل قسم الله للمرء عقله ... فليس من الخيرات شيء يقاربه ... إذا أكمل الرحمن للمرء عقله ... فقد كملت أخلاقه ومآربه ... يعيش الفتى في الناس بالعقل إنه ... على العقل يجري علمه وتجاربه ... يزيد الفتى في الناس جودة عقله ... وإن كان محظورا عليه مكاسبه ... .
أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس حدثنا أحمد بن سيار حدثنا حبيب الجلاب قال قيل لابن المبارك ما خير ما أعطى الرجل قال غريزة عقل قيل فإن لم يكن قال أدب حسن قيل فإن لم يكن قال أخ صالح يستشيره قيل فإن لم يكن قال صمت طويل قيل فإن لم يكن قال موت عاجل .
أخبرنا محمد بن داود الرازي حدثنا محمد بن حميد حدثنا ابن المبارك قال سئل عقيل ما أفضل ما أعطى العبد قال غريزة عقل قال فإن لم يكن قال فأدب حسن قال فإن لم يكن قال فأخ شقيق يستشيره قال فإن لم يكون فطول الصمت قال فإن لم يكن قال فموت عاجل .
قال أبو حاتم العقل نوعان مطبوع ومسموع فالمطبوع منهما كالأرض والمسموع كالبذر والماء ولا سبيل للعقل المطبوع أن يخلص له عمل محصول دون أن يرد عليه العقل المسموع فينبهه من رقدته ويطلقه من مكامنه يستخرج البذر والماء ما في قعور الأرض من كثرة الربع .
فالعقل الطبيعي من باطن الإنسان بموضع عروق الشجرة من الأرض والعقل المسموع من ظاهره كتدلى ثمرة الشجرة من فروعها 0 أنشدني محمد بن إسحاق بن حبيب الواسطى