قال أبو حاتم قد ذكرت أسباب المتعلمين وأخلاق العلماء بعللها في كتاب العالم والمتعلم بما أرجو أن يكون فيه غنيه لمن أراد الوقوف على معرفتها فأغنى ذلك عن التكرار لأنا شرطنا في هذا الكتاب الاختصار كراهية سلوك التطويل والإشارة الى قصد نفس التحصيل .
ذكر الحث على لزوم الصمت وحفظ اللسان .
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلحي ببغداد حدثنا منصور بن ابي مزاحم حدثنا أبو الأحوص عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريره قال قال رسول الله A من كان يؤمن بالله واليوم والآخر فيلقل خيرا أو ليسكت .
قال أبو حاتم الواجب على العاقل إذا ذكر المطيتين اللتين ذكرتهما قبل إصلاح السريرة ولزوم العلم أن يبلغ مجهوده حينئذ في حفظ اللسان حتى يستقيم له إذ اللسان هو المورد للمرء موارد العطب والصمت يكسب المحبة والوقار ومن حفظ لسانه أراح نفسه والرجوع من الصمت أحسن من الرجوع عن الكلام والصمت منام العقل والمنطق يقظته .
حدثنا محمد بن زنجويه حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا عماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن لقمان قال إن من الحكم الصمت وقليل فاعله وأنشدني الكريزي ... أقلل كلامك واستعذ من شره ... إن البلاء ببعضه مقرون ... واحفظ لسانك واحتفظ من غيه ... حتى يكون كأنه مسجون ... وكل فؤادك باللسان وقل له ... إن الكلام عليكما موزون ... فزناه وليك محكما ذا قلة ... إن البلاغه في القليل تكون ... .
أخبرنا ابن قتيبة حدثنا جعفر بن نوح حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع قال