ولقد أنشدني منصور بن محمد الكريزي ... وإذا طلبت الى كريم حاجة ... فاصبر ولا تك للمطال ملولا ... لا تظهرن شره الحريص ولا تكن ... عند الأمور إذا نهضت ثقيلا ... .
وأنشدني محمد بن إسحاق الواسطي العرزمي ... وإذا طلبت الى كريم حاجة ... فحضوره يكفيك والتسليم ... فإذا رآك مسلما عرف الذي ... حملته فكأنه ملزوم ... .
قال أبو حاتم رضى الله عنه العاقل لا يتسخط ما أعطى وإن كان تافها لأن من لم يكن له شيء فكل شيء يستفيده ربح ولا يجب أن يسأل الحاجة كل إنسان فرب مهروب منه أنفع من مستغاث اليه ولا يجب أن يكون السائل متشفعا لآخر لأن من لم يقدر على أن يسبح فلا يجب أن يحمل على عنقه آخر ومن سئل فليبذل لأن مال المرء نصفان له ما قدم ولوارثه ما خلف وأقرب الأشياء في الدنيا زوالا المال والولاية والتعاهد للصنيعة بالتحفظ عليها أحسن من ابتدائها ومن غرس غراسا فلا يضنن بالنفقة على تربيته فتذهب النفقة الأولى ضياعا .
حدثني محمد بن أبي علي الخلادي حدثني محمد بن أبي يعقوب الربعي حدثنا عبد الكريم بن محمد الموصلي حدثنا أبي قال سمعت أبا تمام حبيب بن أوس الطائي يقول وقفت على باب مالك بن طوق الرحبي أشهرا فلم أصل اليه ولم يعلم بمكاني فلما أردت الانصراف قلت للحاجب أتأذن لي إليه أم أنصرف قال أما الآن فلا سبيل إليه قلت فإيصال رقعه قال لا ولا يمكن هذا ولكن هو خارج اليوم الى بستان له فاكتب الرقعه وارم بها في موضع أرانيه الحاجب فكتبت ... لعمري لئن حجبتني العبيد عنك ... فلم تحجب القافيه ... سأرمي بها من وراء الجدار ... شنعاء تأتيك بالداهيه