والبر لله خير الأمر عاقبة ... والله للبر عون ماله مثل ... خير البريه قولا خيرهم عملا ... لا يصلح القول حتى يصلح العمل ... .
وأنشدني منصور بن محمد الكريزي ... الرفق أيمن شيء أنت تتبعه ... والخرق أشأم شيء يقدم الرجلا ... وذو التثبت من حمد الى ظفر ... من يركب الرفق لا ليستحقب الزللا ... .
حدثنا محمد بن أبي على الخلادي حدثنا محمد بن خلف البسامي عن أحمد ابن موسى الأزرق أنه أنشده ... وزن الكلام إذا نطقت فإنما ... يبدى العقول أو العيوب المنطق ... لا ألفينك ثاويا في غربة ... إن الغريب بكل سهم يرشق ... لو سار ألف مدجج في حاجة ... لم يقضها إلا الذي يترفق ... .
قال أبو حاتم رضى الله عنه العاقل يلزم الرفق في الأوقات والإعتدال في الحالات لأن الزيادة على المقدار في المبتغي عيب كما أن النقصان فيما يجب من المطلب عجز وما لم يصلحه الرفق لم يصلحه العنف ولا دليل أمهر من رفق كما لا ظهير أوثق من العقل ومن الرفق يكون الاحتراز وفي الاحتراز ترجي السلامة وفي ترك الرفق يكون الخرق وفي لزوم الخرق تخاف الهلكة ولقد أنشدني الأبرش ... عليك بوجه القصد فاسلك سبيله ... ففي الجور إهلاك وفي القصد مسلك ... إذا أنت لم تعرف لنفسك قدرها ... تحملها مالا تطيق فتهلك ... .
قال أبو حاتم رضى الله عنه الرافق لا يكاد يسبق كما أن العجل لا يكاد يلحق وكما أن من سكت لا يكاد يندم كذلك من نطق لا يكاد يسلم والعجل يقول قبل أن يعلم ويجيب قبل أن يفهم ويحمد قبل أن يجرب ويذم بعد ما يحمد يعزم قبل أن يفكر ويمضي قبل أن يعزم والعجل تصحبه الندامة وتعتزله السلامة وكانت العرب تكنى العجله أم الندامات