فذاع به في الناس حتى كأنما ... بعلياء نار أوقدت بثقوب ... فما كل ذي لب بمؤتيك نصحه ... وما كل مؤت نصحه بلبيب ... ولكن إذا ما استجمعا عند واحد ... فحق له من طاعه بنصيب ... .
سمعت محمد بن نصر بن نوفل المروزي يقول سمعت أبا داود السنجى يقول سمعت ابن الأعرابي يقول رجل أهديت له النصيحه فاتخذها ذنبا ورجل وسع له في مكان ضيق فجلس متربعا .
قال أبو حاتم رضى الله عنه النصيحة محاطة بالتهمه وليست النصيحة إلا لمن قبلها كما أن الدنيا ليست إلا لمن تركها ولا الآخرة إلا لمن طلبها وليس على كل ذي نصح إلا الجهد ولو لم يقبل من نصحائه ما يثقل عليه لم يحمد غب رأيه ومشاورة الأصم أحمد من الناصح المعرض عنه ومن بذل نصيحة لمن لا يشكر كان كالباذر في السباخ وأكثر ما يوجد ترك قبول النصيحة من المعجب برأيه وأنشدني الأبرش ... إذا نصحت لذي عجب لترشده ... فلم يطعك فلا تنصح له أبدا ... فإن ذا العجب لا يعطيك طاعته ... ولا يجيب الى إرشاده أحدا ... وما عليك وإن غاو غوى حقبا ... إن لم يكن لك قربى أو يكن ولدا ... .
قال أبو حاتم رضى الله عنه النصيحة تجب على الناس كافة على ما ذكرنا قبل ولكن إبداؤها لا يجب إلا سرا لأن من وعظ أخاه علانية فقد شانه ومن وعظه سرا فقد زانه فابلاغ المجهود للمسلم فيما يزين أخاه أحرى من القصد فيما يشينه .
ولقد أنبأنا محمد بن عثمان العقبي حدثنا الرمادي حدثنا علي بن المديني حدثنا سفيان قال قلت لمسعر تحب أن يخبرك رجل بعيوبك قال أما أن يجيء إنسان فيوبخني بها فلا وأما أن يجيء ناصح فنعم .
أخبرنا محمد بن أبي علي الخلادي حدثنا محمد بن المغيرة النوفلي حدثنا محمد بن