في العقبى يحبه القريب والقاصي ويألفه المتسخط والراضي يفارقه الأعداء واللئام ويصحبه العقلاء والكرام .
وما رأيت شيئا أكثر عملا في نقص كرم الكريم من الفقر سواء كان ذلك بالقلب أو بالموجود .
ولقد أنشدني المنتصر بن بلال الأنصاري ... لعمرك إن المال قد يجعل الفتى ... نسيبا وإن الفقر بالمرء قد يزري ... ولا رفع النفس الدنية كالغنى ... ولا وضع النفس الكريمة كالفقر ... .
حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن زكريا بن أبي زائدة عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة قال جالسوا الكبراء وخالطوا الحكماء وسائلوا العلماء .
ذكر الزجر عن قبول قول الوشاة .
أنبأنا أبو يعلي حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل الأحدب عن أبي وائل عن حذيفة أنه بلغه أن رجلا ينم الحديث فقال حذيفه سمعت رسول الله A يقول لا يدخل الجنة نمام .
قال أبو حاتم رضى الله عنه الواجب على الناس كافة مجانبة الإفكار في السبب الذي يؤدي الى البغضاء والمشاحنه بين الناس والسعي فيما يفرق جمعهم ويشتت شملهم والعاقل لا يخوض في الإفكار فيما ذكرنا ولا يقبل سعاية الواشي بحيلة من الحيل لعلمه بما يرتكب الواشي من الإثم في العقبى بفعله ذلك .
ولقد أنبأنا محمد بن سعيد القزاز حدثنا عباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال قال سليمان بن داود لابنه يا بني إياك والنميمة فإنها أحد من السيف