حدثني محمد بن أبي علي الخلادي حدثنا محمد بن خلف البسامي حدثنا محمد بن عبيد الله الداري حدثنا محمد بن عمران الضبي قال قال ابن السماك لن لمن يجفو فقل من يصفو .
وأنشدني الأبرش ... توخ من السبل أوساطها ... وعد عن الحائر المشتبه ... وسمعك صن عن سماع القبيح ... كصون اللسان عن النطق به ... فإنك عند استماع القبيح ... شريك لقائله فانتبه ... فكم أزعج الحرص من طالب ... فوافى المنية في مطلبه ... .
أنبأنا عمر بن جفص البزاز بجنديسابور حدثنا جعفر بن محمد بن حبيب الذراع حدثنا عبد الله بن رشيد حدثنا مجاعة بن الزبير قال قال لقمان لابنه أي بني أي شيء أقل وأي شيء أكثر وأي شيء أحلى وأي شيء أبرد وأي شيء آنس وأي شيء أوحش وأي شيء أقرب وأي شيء أبعد قال أما أقل شيء فاليقين وأما أي شيء أكثر فالشك وأما أي شيء أحلى فروح الله بين العباد يتحابون بها وأما أي شيء أبرد فعفو الله عن عباده وعفو الناس بعضهم عن بعض وأي شيء آنس حبيبك إذا أغلق عليك وعليه باب واحد وأي شيء أوحش جسد إذا مات فليس شيء أوحش منه وأي شيء أقرب فالآخرة من الدنيا وأي شيء أبعد فالدنيا من الآخرة .
قال أبو حاتم رضى الله عنه العاقل يحسن عند الجفوة ويغضي عن المجازاة عليها بمثلها .
وقد قيل إن من لم يغضب من الجفوة لم يشكر النعمة .
وهو عندي والله أعلم غضب لا يخرجه الى المعاصي ولا الى الانتقام من الجاني كأنه في نفسه يعلم محل الجفوة منه كما يعقل ورود النعمة عليه وما