أراده فإن تحرى مكاسبه بالعدل فطيبوا له رزقه وإن تعدى الى الحرام فليأخذه من هواه الى غاية درجته التي ليس فوقها ثم حولوا بينه وبين سائر الدنيا فلا يأخذن من حلالها ولا من حرامها فوق الدرجه التي كتبت له .
قال أبو حاتم رضى الله عنه العاقل يعلم أن الأرزاق قد فرغ منها وتضمنها العلي الوفي على ان يوفرها على عباده في وقت حاجتهم إليها والاشتغال بالسعي لما تضمن وتكفل ليس من أخلاق أهل الحزم إلا مع انطواء صحة الضمير على أنه وإن لم يسع في قصده أتاه رزقه من حيث لم يحتسب .
وانشدني محمد بن إسحاق بن حبيب الواسطي ... لما رأيتك قاعدا مستقبلي ... أيقنت أنك للهموم قرين ... فارفض لها وتعر عن أثوابها ... إن كان عندك للقضاء يقين ... هون عليك وكن بربك واثقا ... فأخو التوكل شأنه التهوين ... طرح الأذى عن نفسه في أمره ... من كان يعلم أنه مضمون ... .
حدثنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أنبأنا سفيان الثوري عن أبي قيس عن هذيل بن شرحبيل قال جاء سائل الى النبي A وفي البيت تمرة فقال رسول الله A هاك لو لم تأتها أتتك .
وأنشدني المنتصر بن بلال الأنصاري ... فنحن بتوفيق الإله وامره ... على كل حال أمرنا متوسع ... عطاء مليك لا يمن عطاؤه ... خبير بما تحني عليه الأضالع ... .
أنبأنا محمد بن إبراهيم الشافعي حدثنا داود بن أحمد الدمياطي حدثنا عبد الرحمن بن عفان قال سمعت الفضيل بن عياض يقول ما أهتممت برزق قط .
قال أبو حاتم رضى الله عنه الواجب على العاقل أن يعلم أن السبب الذي يدرك به العاجز حاجته هو الذي يحول بين الحازم وبين مصادفته فلا يجب أن يحزن العاقل لما يهوى وليس بكائن ولا لما لا يهوى وهو لا محالة كائن فما كان