مع من هو أقل عقلا منه فأمقته .
قال أبو حاتم أول خصال الخير للمرء في الدنيا العقل وهو من أفضل ما وهب الله لعباده فلا يجب أن يدنس نعمة الله بمجالسه من هو بضدها قائم .
والواجب على العاقل أن يكون حسن السمت طويل الصمت فإن ذلك من أخلاق الأنبياء كما أن سوء السمت وترك الصمت من شيم الأشقياء0 والعاقل لا يطول أمله لأن من قوى أمله ضعف عمله ومن أتاه أجله لم ينفعه أمله .
والعاقل لا يقاتل من غير عدة ولا يخاصم بغير حجه ولا يصارع بغير قوة لأن بالعقل تحيا النفوس وتنور القلوب وتمضي الأمور وتعمر الدنيا .
والعاقل يقيس ما لم ير من الدنيا بما قد رأى ويضيف مالم يسمع منها إلى ما قد سمع وما لم يصب منها إلى ما قد أصاب وما بقى من عمره بما فنى وما لم ينل منها بما قد أوتى ولا يتكل على المال وإن كان في تمام الحال لأن المال يحل ويرتحل والعقل يقيم ولا يبرح ولو أن العقل شجرة لكانت من أحسن الشجر كما أن الصبر لو كان ثمرة لكان من أكرم الثمر0 .
والذي يزداد به العاقل من نماء عقله هو التقرب من أشكاله والتباعد من أضداده0 .
ولقد أخبرنا محمد بن المهاجر المعدل حدثنا أبو جعفر ابن ابنة أبي سعيد الثعلبي حدثنا محمد بن أبى مالك الغزي قال سمعت أبي يقول جالسوا الألباء أصدقاء كانوا أو أعداء فإن العقول تلقح العقول .
قال أبو حاتم مجالسة العقلاء لا تخلو من أحد معنيين إما تذكر الحالة