وأنشدني الكريزي ... ولم أر فضلا تم إلا بشيمة ... ولم أر عقلا صح إلا على الأدب ... ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم ... عدوا لعقل المرء أعدى من الغضب ... .
قال أبو حاتم رضى الله عنه سرعة الغضب من شيم الحمقى كما أن مجانبته من ري العقلاء والغضب بذر الندم فالمرء على تركه قبل ان يغضب أقدر على إصلاح ما أفسد به بعد الغضب .
ولقد أنبأنا محمد بن اسحاق الثقفي حدثنا حاتم بن الليث الجوهري حدثنا بكار بن محمد قال كان ابن عون لا يغضب فإذا أغضبه إنسان قال بارك الله فيك .
وأنشدني محمد بن إسحاق بن حبيب الواسطي ... لم يأكل الناس شيئا من مآكلهم ... أحلى وأحمد عقباه من الغضب ... ولا تلحف إنسان بملحفة ... أبهى وأزين من دين ومن أدب ... .
أنبأنا كامل بن مكرم حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا أسد بن موسى حدثنا ضمرة عن أبي سعيد قال كان عون بن عبد الله بن عتبة إذا غضب على غلامه قال ما أشبهك بمولاك أنت تعصيني وأنا أعصي الله فإذا شتد غضبه قال أنت حر لوجه الله .
قال أبو حاتم رضى الله عنه الواجب على العاقل إذا ورد عليه شيء بضد ما تهواه نفسه أن يذكر كثرة عصيانه ربه وتواتر حلم الله عنه ثم يسكن غضبه ولا يزري بفعله الخروج الى مالا يليق بالعقلاء في أحوالهم مع تأمل وفور الثواب في العقبى بالإحتمال ونفي الغضب .
وأنشدني الأنصاري ... وكظمي الغيظ أولى من محاولتي ... غيظ العدو بإضراري بإيماني