خيانة ظهرت منك ولكن يحسدك بما ركب فيه من ضد الرضا بالقضاء كما قال العتبي ... أفكر ما ذنبي إليك فلا أرى ... لنفسي جرما غير أنك حاسد ... .
وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش ... ليس للحاسد إلا ما حسد ... وله البغضاء من كل أحد ... وأرى الوحدة خيرا للفتى ... من جليس السوء فانهض إن قعد ... .
وأنشدني محمد بن نصر المديني لحبيب بن أوس ... وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود ... لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود ... لولا التخوف للعواقب لم تزل ... للحاسد النعمى على المحسود ... .
أنبأنا محمد بن المنذر حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا روح بن عبادة حدثنا حماد عن حميد قال قلت للحسن يا أبا سعيد هل يحسد المؤمن قال ما أنساك بنى يعقوب لا أبالك حيث حسدوا يوسف ولكن غم الحسد في صدرك فإنه لا يضرك ما لم يعد لسانك وتعمل به يدك .
قال أبو حاتم رضى الله عنه العاقل إذا خطر بباله ضرب من الحسد لأخيه أبلغ المجهود في كتمانه وترك إبداء ما خطر بباله .
وأكثر ما يوجد الحسد بين الأقران أو من تقارب الشكل لأن الكتبة لا يحسدها إلا الكتبة كما أن الحجبة لا يحسدها إلا الحجبة ولن يبلغ المرء مرتبه من مراتب هذه الدنيا إلا وجد فيها من يبغضه عليها أو يحسده فيها والحاسد خصم معاند لا يجب للعاقل أن يجعله حكما عند نائبة تحدث فإنه إن حكم لم يحكم إلا عليه وإن قصد لم يقصد إلا له وإن حرم لم يحرم إلا حظه وإن