فسالمهم بالكف عنهم فإنهم ... بعيبك من عينيك أهدى وأبصر ... .
حدثنا محمد بن سعيد القزاز حدثنا هارون بن صدقه القاضي حدثنا سعيد ابن مسلمة الإيادي قال أدعت أمرأة على رجل حمارا لها فقدمته الى القاضي فسألها البينة فأحضرت أبا دلامة ورجلا آخر فقال لها القاضي أما شاهدك هذا فقد قبلنا شهادته فأتنا بشاهد آخر فأتت أبا دلامة فأخبرته فصار الى القاضي وأنشأ يقول ... إن الناس عطوني تغطيت عنهم ... وإن بحثوا عني ففيهم مباحث ... وإن حفروا بئري حفرت بئارهم ... ليعلم يوما كيف تلك النبائث ... .
فقال القاضي للمرأة كم ثمن حمارك قالت ثلاثمائة قال قد احتملناها لك من مالي وأنشدني الكريزي ... أرى كل إنسان يرى عيب غيره ... ويعمى عن العيب الذي هو فيه ... وما خير من تخفى عليه عيوبه ... ويبدو له العيب الذي لأخيه ... .
حدثنا محمد بن المنذر حدثنا الليث بن عبدة المصري حدثنا الحسن بن واقع حدثنا ضمرة عن الشيباني قال في الكتب مكتوب كما تدين تدان وبالكأس الذي تسقى به تشرب وزيادة لأن الباديء لا بدله من أن يزاد .
قال أبو حاتم رضى الله عنه التجسس من شعب النفاق كما أن حسن الظن من شعب الإيمان والعاقل يحسن الظن بإخوانه وينفرد بغمومه وأحزانه كما أن الجاهل يسيء الظن بإخوانه ولا يفكر في جناياته وأشجانه ولقد أحسن الذي يقول ... ما يستريح المسيء ظنا ... من طول غم وما يريح ... وقل وجه يضيق إلا ... ودونه مذهب فسيح ... من خفف الله عن هبت ... من كل وجه إليه ريح