( هذا كذاكَ وإنْ كان الّذينَ تَرى ... يَرَوْنَ أنّ المَدى دانٍ لباغيهِ ) .
( ثُمّ الذي هو قَصدي أنْ يقالً لَهُمْ ... بما يُجيبُ الفَتى خَصْماً يُماريهِ ) .
( يقولُ : مِن أينَ أنْ لا نَظْمَ يُشْبِهه ُ ... وليسَ مِن مَنْطِقٍ في ذاك يَحكيه ) .
( وقد عَلِمْنا بأنَّ النَّظْمَ ليسَ سِوى ... حُكمٍ منَ النَّحْو نَمضي في تَوَخَّيهِ ) .
( لو نقَّبَ الأرضَ باغٍ غيرَ ذاكَ له ... مَعنًى وصعَّدَ يعلو في تَرقَّيهِ ) .
( ما عادَ إلا بخُسْرٍ في تَطَلُّبهِ ... ولا رَأى غيرَ غيًّ في تبغَّيهِ ) .
( وَنَحْنُ ما إنْ بَثَثْنا الفِكرَ ننظُرُ في ... أَحكامهِ ونُروِّي في مَعانيهِ ) .
( كانَتْ حَقائقَ يُلفى العلمُ مُشْتركاً ... بِها وكُلاًّ تَراهُ نافذاً فيهِ ) .
( فليسَ معرفةٌ من دونِ مَعرِفةٍ ... في كلَّ ما أنتَ من بابٍ تُسَمَّيهِ ) .
( تَرى تَصرُّفَهُمْ في الكُلَّ مُطَّرداً ... يُجرونَهُ باقِْتدارٍ في مَجاريهِ ) .
( فما الذي زادَ في هذا الَّذي عَرَفُوا ... حتّى غَدا العَجزُ يَهمي سيلُ واديهِ ) .
( قُولوا وإلا فأَصْغوا للبَيانِ تَرَوْا ... كالصُّبْحِ مُنْبلجاً في عَيْنِ رائيهِ ) .
الحمدُ لله وحدَه وصلواتُه على رسولِهِ محمدٍ وآلِهِ