( لا أمْتِعُ العُوذَ بالفِصالِ ولا ... أَبْتَاعُ إِلاَّ قَريبَةَ الأَجَلِ ) .
ومن الاستعارةِ مثلَ قولِه - الطويل - : .
( وصَدْرٍ أَراحَ الليلُ عازِبَ هَمِّهِ ... تَضاعَفَ فيه الحُزْنُ من كلِّ جانبِ ) .
ومن التمثيلِ مثلَ قولِه - المديد - : .
( لا أَذُودُ الطَّيْرَ عن شَجَرٍ ... قد بَلَوْتُ المُرَّ مِنْ ثَمَرِهْ ) .
وإِنْ أردتَ أن تعرفَ ما حالُه بالضدِّ من هذا فكانَ منقوصَ القوِّةِ في تأديةِ ما أريدَ منه لأَنَّهُ يعترِضُه ما يَمْنَعُه أن يَقْضِيَ حقَّ السِّفارةِ فيما بَيْنَك وبينَ مَعْناك ويوضِّحَ تمامَ الإِيضاحِ عن مَغْزاكَ فانظرْ إِلى قولِ العباسِ بنِ الأحنفِ من - الطويل - : .
( سأطلبُ بُعْدَ الدَّارِ عنكم لتقْرُبوا ... وتَسكُبَ عَيْنايَ الدُّمُوعَ لَتَجْمُدا ) .
بدأ فدلَّ بسكبِ الدموعِ على ما يوجبُه الفراقُ منَ الحزنِ والكمدِ فأحسنَ وأصابَ لأنَّ من شأن البكاءِ أبداً أن يكونَ أمارةً للحزنِ وأن يُجعَلَ دَلالةً عليه وكنايةً عنه كقولِهم :