ومن ذلك ما اقتبسته في مثال شريف مؤيدي كان جوابا لقرا يوسف وتبدى لعلمه الشريف ورود البشير بالقرب اليوسفي وقل حل بالأسماع قبل رؤيته تشنف وهبت نسمات قبوله فأطفأت ما في القلوب من التلهف وضاع نشرها اليوسفي فقال شوقنا اليعقوبي ( إني لأجد ريح يوسف ) وهذه ألفة خولتنا في نعم الله وزمام الأخوة منقاد إلينا وقد تعين على المقر أن يقول ( أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا ) .
واتفق لي في تقليد قاضي القضاة ولي الدين العراقي اقتباسات بديعية منها وكم قال هذا المنصب رب قد أضعفني اليتم وصار الباطل قويا فهب لي من لدنك وليا ومنها وأعاذنا الله من ولاية قوم يسمعون بينة الحق وإذا اجتمعوا على الرشوات تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات .
ومن ذلك ما كتبته على ديوان المقر البارعي الكاملي الأديبي العمادي إسماعيل ابن الصائغ الحلبي أحد أعيان كتاب الإنشاء الشريف الذي عارض به ديوان الصبابة للشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة C وهو وقفت على هذا الكتاب الذي رفع عماد الأدب في هذا الجيل وشرعت في ذكر محاسنه فقال لسان القلم واذكر في الكتاب إسماعيل ومنه وأما ابن حجة فقد ندب إلى الوقفة على عرفات هذا الفضل المعروف والامتثال هنا واجب ولكن الكف صفر والطريق مخوف هذا وقد ذوت من حدائق فكري زهرة الشباب واختفى لساني كما قال ابن نباتة وأغلق عليه من شفتيه مصراعي باب وخمد جمر القريحة وجمد ذلك الذهن السيال ونأى عن خدمتي كافور الطروس وعنبر المداد وصواب المقال ولكن هبت علي نسمات الشبيبة من دوحة هذا المصنف الجليل فقلت وقد شبت نار القريحة وأملت علي هذا الوصف الجميل الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل .
وهذا القدر الذي أوردته كاف هنا في الاقتباس من القران فإني أخشى باب الملالة ولكن عن لي أن أفرد كتابا وأسميه رفع الالتباس عن بديع الاقتباس وقد تقدم وتقرر أيضا أنه إن جاء في المنظوم فهو عقد وتضمين وإن كان في المنثور فهو اقتباس وقد أوسع بعض علماء هذا الفن المجال في ذلك فذكر أن الاقتباس يكون في مسائل الفقه وقال بعضهم إذا قلنا بذلك فلا معنى للاقتصار على مسائل الفقه بل يكون في غيره من العلوم وعلى هذا التقدير تعين أن نورد هنا ما وقع من الاقتباس في الحديث