مما عراه عاصم ألهمكم الله أحمد الإلهام وردأكم رداء الإكرام وأحلكم دار السلام وأسأله الرحمة لكم ولأهل ملة الإسلام وهو أسمح الكرام والمسلم والسلام .
قلت رحم الله أبا القاسم الحريري أتى في عاطل هذه الخطبة بالسهل الممتنع ولكن ألجأته ضرورة العاطل في مواضع إلى الإتيان بألفاظ تفتقر إلى الحل وقد تعين هنا تفسيرها لئلا يتعذر علىالطالب مرام ولا يحصل هذا الإشكال في مرآة الأفهام .
فاللأواء الشدة والأحمر والأسود العرب والعجم ووسم بمعنى علم وهمر بمعنى صب والركام السحاب المتراكم والكدح عمل الإنسان من الخير والشر والأود المعوج والمساورة المواثبة وطحطح بمعنى هد وأهلك والسكك ضيق الصماخ والرعاع السفلة والأساود الحيات والاصار جمع إصر وهو الثقل والساهرة قيل إنها عرصات القيامة وقيل إنها وجه الأرض انتهى .
وأوقفني رجل من طلبة العلم بحلب المحروسة يقال له الشيخ بدر الدين بن محمد بن الضعيف سنة أربع عشرة وثمانمائة على رسالة مشتملة على حكم ومواعظ على طريق الفقهاء لا على طريق الأدباء وسألني الكتابة عليها فامتنعت من ذلك فتوصل إلى أن رسم لي مولانا المقر الأشرف القاضوي الناصري محمد بن البارزي الجهني الشافعي صاحب دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية روح الله روحه وجعل من الرحيق المختوم غبوقه وصبوحه أن أكتب له على رسالته العاطلة تقريظا عاطلا فقلت هذا النوع من المستحيلات فإن الخطب والوعظيات ثمرات ألفاظها دانية القطوف وأما التقريظ فالتوصل إلى تحصيل ألفاظه العاطلة غير ممكن لأن كف المتناول من ذلك صفر والطريق مخوف فلم يحصل عن المرسوم رجوع وعلمت أن الصرف إلى غير الامتثال ممنوع فكتبت هذا التقريظ الذي ما سبقني ناثر إليه ولا حام طائر فكره عليه وهو طالع المملوك رسالة محمد وسلم وأحكم السمع والطاعة لكلامها المحكم والله ما سمعها عالم إلا وهام ولا ردع سحرها الحلال مسلما إلا كره الحرام وعاد عاملا وأعد للصلاح حواصله وصار له مع الله معامله ما أحلى ما كرر عاطلها المحلى وأهلا لسهولة مسلكها وسهلا ما لولد ساعة سعد أحكامها ولا أهل العصر سكر إلا ما أدار كأس مدامها ولا لعمارة عامر صرحها ورهطه ولا للصر در كلؤلؤها وسمطه ولا لولد مطروح مع طرحها المحرر مطارحه ولا صار لولادة رسالة مسموعة ولا لسرحها آرام