ذكر الإيضاح .
( هذا وتزداد إيضاحا مخافتهم ... في كل معترك من بطش ربهم ) .
هذا النوع أعني الإيضاح هو أن يذكر المتكلم كلاما في ظاهره لبس فلا يفهم من أول وهلة حتى يوضحه في بقية كلامه كقول الشاعر .
( يذكرنيك الخير والشر كله ... وقيل الخنى والحلم والعلم والجهل ) .
( فألقاك عن مكروهها متنزها ... وألقاك في محبوبها ولك الفضل ) معنى البيت الأول ملتبس وما ذاك إلا أنه يقتضي المدح والذم ولكنه أوضحه بقوله .
( فألقاك عن مكروهها متنزها ... وألقاك في محبوبها ولك الفضل ) .
وقد يكون الإيضاح في الوصف الذي لا يتعلق به مدح ولا هجاء وذلك أن يخبر المتكلم بخبر واحد عن شيء واحد يحصل فيه الإشكال فيوضح ذلك الإشكال بما يفهم منه كشف اللبس عن الحد الأول كقول ابن حيوس .
( ومقرطق يغني النديم بوجهه ... عن كأسه الملأى وعن إبريقه ) .
( فعل المدام ولونها ومذاقها ... في مقلتيه ووجنتيه وريقه ) .
فإنه لو اقتصر على البيت الأول أشكل الأمر من جهة الوجه فإنه وإن كان حسنا لا يغني النديم عن الخمر فأزال اللبس في البيت الثاني وأوضحه وقد تقدم وتقرر الفرق بين الإيضاح والتفسير