( وقفت لي فبستها من قعود ... بوسة بردت غليل فؤادي ) .
( ولها شعرة ولا زبد البحر ... بياضا وعصعص كالمداد ) .
( وحر أشمط العذارين الحى ... فيه سمت النساك والعباد ) .
( بظرها فوقه كدنية الحاكم ... يوم انحداره في السواد ) .
( ما توهمته وحقك إلا ... بعض أصحابنا بني حماد ) .
( يوم حاملتها فلما أحست ... في خراها بمثل شرط الفصاد ) .
( جذبت لحيتي وقالت أيا شيخ ... ترى أنت كافر بالمعاد ) .
( أنت ممن يبغي خلافا على الله ... ويسعى في أرضه بالفساد ) .
( قلت كفي إنا وجدنا على هذا ... أيور الآباء والأجداد ) .
( عرفيني وخبريني متى كانت ... سيوف الخصي بلا أغماد ) ومن غاياته في هذا الباب قوله .
( مولاي يدعوك شيخ لا وقار له ... حتى القيامة سكران ومخمور ) .
( ما فيه للشيب إكرام فيزجره ... عن الخمور ولا للسن توقير ) .
( يقول بالأمرد المصقول عارضه ... مقسما فيه تأنيث وتذكير ) .
( وبالفتاة التي تنور مدخلها ... بعد العشا لشوى الخصيان مسجور ) .
( وبالعجوز التي في أصل عنبلها ... غداة بعث المخاصي ينفخ الصور ) .
( زبال زرع استها يسقى بدالية ... وبظرها واقف في الزرع ناطور ) .
( لها حر أشمط قد شاب مفرقه ... عليه بظر طويل فيه تدوير ) .
( كأنه شاعر قد جاء من حلب ... شيخ على رأسه المحلوق طرطور ) .
هذا الاستطراد في البيت الأخير استطرد فيه إلى أبي الطيب وهو في غاية اللطف والظرف وقد تقدمت إشارته إلى طرطوره في الأبيات المتقدمة البائية ومن اختراعاته في هذا الباب قوله ( أحب من الكس تقبيله ... إذا كان في شفتيه لعس )