( يا قاضي الأدب احكم لي فذا أدبي ... حلا مذاقا ووقع لي بتحسين ) .
( واقبل شهادة ما أهديته تر من ... تصحيف معكوسه ثان يزكيني ) ورسم لي بحل اللغز والجواب فألغزت مع الحل لغزا زائد الحلاوة في قطر وهو .
( أهديت لغزا حلا ذوقا مكرره ... فانحل مذ حل في قلبي بتمكين ) .
( وفزت منه بشكر في مصحفه ... وجاء منه بثان قلت يكفيني ) .
( تصحيف معكوسه من غير تزكية ... وحكمه ثابت عندي بتبيين ) .
( حماة منبته لكن بمصر له ... مزية تزدري نبت الرياحين ) .
( فحل منه لنا لغزا مجانسه ... يحل أحشاء أرضينا فيرضيني ) .
( يرادف اسم رباب فهو يطربني ... هذا وتصحيفه في العيد يأتيني ) .
( حلو رقيق بلا حشو لذائقه ... لأن قطر النباتي عنه ينسيني ) .
( فلا برحت برغم الكسر تجبرني ... وكلما مر لي عيش تحليني ) .
قلت وعلى ذكر القطر يحلو أن نورد هنا شيئا من بديع ما ألغزوه في الكنافة والقطائف فمن ذلك ما ألغزه الشيخ برهان الدين إبراهيم القيراطي في النوعين وهو قوله .
( هذان لغزان قد حلا ببابك يا ... قاضي البرية ما هذان خصمان ) .
( اسمان كل خماسي إذا كتبت ... حروفه فهما لا شك حرفان ) .
( تباينا في الورى شكلا إذا نظرا ... وصورة وهما في الأصل مثلان ) .
( هما إلى الصين منسوب مقرهما ... أن أحضرا في مكان بين أخوان ) .
( لذا كنى وهو بين الناس ليس له ... من كنية ما انتحى في ذلك اثنان ) .
( في البر يلقى وإن فتشت عنه تجد ... في لجة البحر ملقى خمسة الثاني ) .
( نبت أرى النار قد أبدت له ورقا ... فاعجب له ورقا ينمو بنيران ) .
( يحيا إذا ما سقاه القطر وابله ... وجاده بسحاب منه هتان ) .
( ذو رقة فإذا صحفته ظهرت ... كثافة منه فاستره بكتمان ) .
( وهذا وكم من بدور فيه قد طلعت ... في آخر الشهر لم تمحق بنقصان ) .
( فقدها خيط فجر أبيض عجل ... بالبرق يسطو عليها سطوة الجاني )