وأورد العميان في شرح بديعيتهم بيتين ذكروا أن تضمينهما لبعض المتقدمين من المغاربة وهما على طريقتهم ولكن أعجباني وهما .
( وفرع كان يوعدني بأسر ... وكان القلب ليس له قرار ) .
( فنادى وجهه لا خوف فاسكن ... كلام الليل يمحوه النهار ) .
ومن التضامين البديعة قول زكي الدين بن أبي الأصبع وقد جعل مطلع أبي الطيب عجزين لبيتين فلم يلحق فيهما فإنه نقلهما من فخامة التحمس إلى زخارف الغزل بقوله .
( إذا الوهم أبدى لي لماها وثغرها ... تذكرت ما بين العذيب وبارق ) .
( ويذكرني من قدها ومدامعي ... مجر عوالينا ومجرى السوابق ) ومن تضامين ابن تميم .
( عاينت في الحمام أسود واثيا ... من فوق أبيض كالهلال المسفر ) .
( فكأنما هو زورق من فضة ... قد أثقلته حمولة من عنبر ) وقال في الفانوس .
( يقول لي الفانوس حين أتوا به ... وفي قلبه نار من الوجد تسعر ) .
( خذوا بيدي ثم اكشفوا الثوب تنظروا ... ضنى جسدي لكنني أتستر ) وله .
( أزهر اللوز أنت لكل زهر ... من الأزهار يأتينا إمام ) .
( لقد حسنت بك الأيام حتى ... كأنك في فم الدهر ابتسام ) وقال .
( لو كنت إذ أبصرتها موارة ... للشمس في أمواهها لألاء ) .
( لرأيت أعجب ما ترى من بركة ... سال النضار بها وقام الماء ) وقال غيره وسبكه في غير هذا القالب .
( لو كنت في الحمام والحنا على ... أعطافه ولجسمه لألاء ) .
( لرأيت ما يسبيك منه بقامة ... سال النضار بها وقام الماء )