ومثله قول ابن حجر .
( سألوا عن عاشق في ... قمر باد سناه ) .
( أسقمته مقلتاه ... قلت لا بل شفتاه ) .
ومثله قولي .
( عاتبته ودموعي غير جارية ... لأن دمعي من طول البكا نشفا ) .
( فقال لم أر وكف الدمع قلت له ... حسيبك الله يا بدر الدجى وكفى ) .
ولم أستطرد إلى هذا إلا لتأييد قولي إن جميع من نسجت على منوالهم لم يرضوا بالجناس التام إذا أمكنت التورية التامة وصبح الفرق بينهما بحمد الله ظاهر وبدر مثاله في ليالي السطور سافر .
انتهى ما أوردته من محاسن التورية التامة ووجوب تقديمها على الجناس التام إذا كان عند الناظم يقظة وكان ممن يميل إلى هذا المذهب .
وأما الجناس المطرف فهو ما زاد أحد ركنيه على الآخر حرفا في طرفه الأول وهذا هو الفرق بينه وبين المذيل فإن الزيادة في المذيل تكون في آخره وأما المطرف فتكون زيادته في أوله لتصير له كالطرف ويسمى الناقص والمردف وفي تسميته اختلاف كثير ولكن مطابقة المطرف في التسمية طرفة كقوله تعالى ( والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق ) .
والزيادة تارة تكون في أول الركن الثاني كما تقدم وتارة في أول الركن الأول كقول أبي الفتح البستي .
( أبا العباس لا تحسب بأني ... بشيء من حلى الأشعار عاري ) .
( فلي طبع كسلسال معين ... زلال من ذرى الإحجار جاري ) .
( إذ ما كبت الأدوار زندا ... فلي زند على الأدوار واري ) .
ومثله .
( وكم سبقت منه إلي عوارف ... ثنائي على تلك العوارف وارف ) .
( وكم غرر من بره ولطائف ... فشكري على تلك اللطائف طائف )