فأجبته في ذلك التاريخ عن ذلك بقولي .
( والله إن حماة شامة شامكم ... وعروسها بمحاسن متزايده ) .
( ودمشقكم بعذارها الثلجي قد ... ولت شبيبتها وأمست بارده ) .
ومن لطائف القاضي فتح الدين بن الشهيد قوله وقد أحضر له عواد يسمى طائر بغا بسفارة الحاجب توكل .
( نهاري أنس كله بمنادم ... على عوده يغزو الحشا بتبلبل ) .
( وكنت أراه طائرا عز مطلبا ... ولكنني حصلته بتوكل ) وقال وقد حضر عنده من يلعب بالقانون وأطربه .
( غنى على القانون حتى غدا ... من طرب يهتز عطف الجليس ) .
( داوى قلوبا من عليل الأسى ... وكان فيها من هواها رسيس ) .
( فصاحت الجلاس عجبا به ... يا صاحب القانون أنت الرئيس ) .
ومن نكته اللطيفة التي هو أحق بها من غيره لكونه صاحب ديوان الإنشاء الشريف بالشام قوله .
( كانت فتاتي لنظم بيتي ... قرينة برة أمينه ) .
( بكيتها والحمام قامت ... بالسجع في ندبها معينه ) .
( من علم الورق أن سجعي ... ليس يؤاتي بلا قرينه ) .
ومن لطائفه وقد جهز لبعض أصحابه رسالة القلب وهي ما لا يستحيل بالانعكاس وجهز بعده قوالب سكر .
( رسالة القلب بها خدمتي ... تقدمت في الزمن الذاهب ) .
( وها أنا أرسل من بعدها ... قوالب السكر في الواجب ) .
( ليعلم المخدوم أني امرؤ ... أخدمه بالقلب والقالب ) وكتب على عمارة بيته قوله .
( بنيت على وفق المكارم والعلا ... فللفتح أبوابي وصدري للضم ) .
( سنا الملك يبدو من موشح زينتي ... ومن أجل ذا دار الطراز على كمي )