وكتب إليه الشيخ نصير الدين الحمامي موريا عن صناعته .
( ومذ لزمت الحمام صرت بها ... خلا يداري من لا يداريه ) .
( أعرف حر الأشياء وباردها ... وآخذ الماء من مجاريه ) فأجابه أبو الحسين الجزار بقوله .
( حسن التأني مما يعين على ... رزق الفتى والحظوظ تختلف ) .
( والعبد مذ صار في جزارته ... يعرف من أين تؤكل الكتف ) ومن لطائفه البديعة ما كتب به إلى بعض الرؤساء وقد منع من الدخول إلى بيته في يوم فرح .
( أمولاي ما من طباعي الخروج ... ولكن تعلمته من خمول ) .
( أتيت لبابك أرجو الغنى ... فأخرجني الضرب عند الدخول ) وكتب إلى بعض الرؤساء يستهدي منه قطرا .
( أيا علم الدين الذي جود كفه ... براحته قد أخجل الغيث والبحرا ) .
( لئن أمحلت أرض الكنافة إنني ... لأرجو لها من سحب راحتة القطرا ) هذا القطر تحلى به الشيخ جمال الدين بن نباتة بقوله .
( لجود قاضي القضاة أشكو ... عجزي عن الحلو في صيامي ) .
( والقطر أرجو ولا عجيب ... للقطر يرجى من الغمام ) تلاعب الناس به بعده كثيرا .
ويعجبني من تغزلات أبي الحسين الجزار قوله .
( تكلف بدر السما إذ حكى ... محياك لو لم يشنه الكلف ) .
( وقام بعذري فيك العذار ... فأجرى دموعي لما وقف )