ويعجبني من تغزلات السراج الوراق قوله .
( أقول لهم شبهت بالغصن قدها ... فقالوا رأينا قدها منه أرشقا ) .
( فقلت وبالرمان شبهت نهدها ... فقالوا إذن شبهت شيئا محققا ) ومنه قوله .
( وقفت بأطلال الأحبة سائلا ... ودمعي يسقى ثم عهدا ومعهدا ) .
( ومن عجب أني أروي ديارهم ... وحظي منها حين أسألها الصدا ) ومنه قوله .
( وبي من البدو كحلاء الجفون بدت ... في قومها كمهاة بين آساد ) .
( بنت عليها المعالي من ذوائبها ... بيتا من الشعر لم يمدد بأوتاد ) .
( وأوقدت وجنتاها النار لا لقرى ... لكن لأفئدة منا وأكباد ) .
( فلو بدت لحسان الخصر قمن لها ... على الرؤوس وقلن الفضل للبادي ) .
قلت ديوان الشيخ سراج الدين الوراق سبعة مجلدات من القطع الكامل ولكن الذي جنيته وفكهت المتأمل به هنا هو ثمرات تلك الأوراق وجمع الشيخ صلاح الدين الصفدي من ديوانه كتابا لطيفا وسماه لمع السراج ولكن رأيت نور السراج فيه قليلا .
ومن مقاطيف الجزار في سمين التورية قوله موريا في صناعته .
( ألا قل للذي يسأل ... عن قومي وعن أهلي ) .
( لقد تسأل عن قوم ... كرام الفرع والأصل ) .
( ترجيهم بنو كلب ... وتخشاهم بنو عجل ) .
ومثله قوله .
( إني لمن معشر سفك الدماء لهم ... دأب وسل عنهم إن رمت تصديقي ) .
( تضيء بالدم إشراقا عراصهم ... فكل أيامهم أيام تشريق )