هذا النوع بما لا يستحيل بالانعكاس تستوعب جزءا كبيرا من البيت ومع عدم التزامه بشيء من ذلك جاء بيته في غاية العقادة ولظلمة عقادته لم يلح لي فيه لمعة اهتدى بها إلى فهم معناه وأعجب من ذلك أن البيت مبني على مديح النبي والبيت الذي قبله .
( من مثله وذراع الشاة كلمه ... عن سمه بلسان صادق الرنم ) والبيت الذي بعده .
( هو النبي الذي آياته ظهرت ... من قبل مظهره للناس في القدم ) .
فبيت ما لا يستحيل بالانعكاس بينهما أجنبي ونسبه بعيد من شرف هذين البيتين المنتسبين إلى النبي .
والعميان لم ينظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته يقول فيه عن النبي .
( لم يستحل بانعكاس في سجيته ... مدن أخا طعم معط أخا ندم ) .
قلت الشيخ عز الدين C تعالى يعذر هنا إذا احتجبت عنه مسالك الرقة لالتزامه بتسمية النوع الذي استوعب جزءا كبيرا من بيته .
وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبي .
( بحر وذو أدب بدا وذو رحب ... لم يستحل بانعكاس ثابت القدم ) .
وقد حبست عنان القلم هنا عن الإطناب في انسجام هذا البيت ورقة ألفاظه وتمكين قافيته علما أن في إنصاف أصحاب الذوق السليم من أهل الأدب ما يغني عن ذلك والله أعلم