القاضي فخر الدين بن مكانس وولده القاضي مجد الدين تغمدهما الله برحمته وهي .
( ما لمعت بارقة من نجد ... إلا وهزتني وعود وجدي ) .
( ولا سرت سحابة مغدقة ... إلا وكان مثلها في خدي ) .
( فيا رعى الله زمانا بالحمى ... فإن لي فيه بقايا عهد ) .
( ويا ربى مصر مراضع الحيا ... يرضعك الغيث بذاك المهد ) .
( كم ليلة قضيتها وأنجم الجوزاء ... فوق صدرها كالعقد ) .
( والأرض قد حاكت برود وشيها ... يحار في صفاتها ابن برد ) .
( وكوثر النيل يروق منظرا ... حتى كأني في جنان الخلد ) .
( وهند ما تخطر في برودها ... إلا أمالت عذبات الرند ) .
( مضرية لكن يماني لحظها ... منتسب في فتكه للهند ) .
( آه له من سيف لحظ باتر ... زاد على عشاقه في الحد ) .
( عبد مناف جدها وإنما ... قلبي لها قد صار عبدود ) .
( يا لأمير النحل قرص وجهها ... يشهد أن ريقها من شهد ) .
( وثغرها يقول في نظامه ... يا يتم أبكار اللآلي بعدي ) .
( وشعرها الطائل قد قلنا له ... أنت لنا نابغة يا جعدي ) .
( وريقها قال النباتي أنا ... وخدها قال أنا ابن الوردي ) .
( والغصن حاكى قدها قالت له ... ما أنت يا غصن الرياد قدي ) .
( يا قدها وردفها لولاكما ... ما اشتقت بانات الكثيب الفرد ) .
( سألتها لم صرفت عن ناظري ... وكلفت قلبي بطول النقد ) .
( قالت تركت الفخر من بين الورى ... وقد قعدت عن طلاب المجد ) .
لعمري إن الشرح قد طال في نوع الانسجام ولكن ما استطردت بخيوله إلا إلى كل مهيع بديع وغريب .
فبيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته على نوع الانسجام يقول فيه عن النبي .
( فذكره قد أتى في هل أتى وسبا ... وفضله ظاهر في نون والقلم )