ومثله من المطرب قول الحسين بن الضحاك .
( له عبثات عند كل تحية ... بعينيه تستدعي الحليم إلى الوجد ) .
( رعى الله عصرا لم نبت فيه ليلة ... خليا ولكن من حبيب على وعد ) .
ومن الغايات في هذا الباب أعني الانسجام الغرامي ما كان يكثر من الترنم به أبو القاسم القشيري وهو .
( لو كنت ساعة بيننا ما بيننا ... وشهدت حين نكرر التوديعا ) .
( أيقنت أن من الدموع محدثا ... وعلمت أن من الحديث دموعا ) .
ومثله قول خالد الكاتب .
( بكى عاذلي من رحمتي فرحمته ... وكم مثله من مسعد ومعين ) .
( ورقت دموع العين حتى كأنها ... دموع دموعي لا دموع جفوني ) .
ويعجبني من هذا الباب قول إسحاق بن إبراهيم الموصلي .
( على عصر أيام الصبابة والصبا ... ووصل الغواني والتذاذي بالشرب ) .
( سلام امرئ لم تبق منه بقية ... سوى نظر العينين أو شهوة القلب ) .
ومن غراميات القاضي الفاضل في باب الانسجام قوله .
( ترى لحنيني أو حنين الحمائم ... جرت فحكت دمعي دموع الغمائم ) .
( وهل من ضلوع أو ربوع ترحلوا ... فكل أراها دارسات المعالم ) .
( لقد ضعفت ريح الصبا فوصلتها ... فمني لا منها هبوب السمائم ) .
( دعوا نفس المقروح يحمله الصبا ... وإن كان يهفو بالغصون النواعم ) .
( تأخرت في حمل السلام عليكم ... لدينا لما قد حملت من سمائم ) .
( فلا تسمعوا إلا حديثا لناظري ... يعاد بألفاظ الدموع السواجم )