وعدوا من المطرب في باب الانسجام قول جرير .
( إن العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا ) .
( يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق الله أركانا ) .
وعدوا من المطرب قول بشار بن برد .
( إذا جئته في حاجة سد بابه ... فلم تلقه إلا وأنت كمين ) .
ومن انسجامات نسيبه التي ليس لها مناسب قوله .
( هل تعلمين وراء الحب منزلة ... تدني إليك فإن الحب أقصاني ) .
ومثله قوله .
( أنا والله أشتهي سحر عينيك ... وأخشى مصارع العشاق ) .
ومثله قوله .
( وإني امرؤ أحببتكم لمكارم ... سمعت بها والأذن كالعين تعشق ) .
ويعجبني من لطيف الانسجام قول العباس بن الأحنف .
( أفدي الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا ) .
( واستنهضوني فلما قمت منتصبا ... بثقل ما حملوني منهم قعدوا ) .
ومثله قوله .
( لولا محبتكم لما عاتبتكم ... ولكنتم عندي كبعض الناس ) .
ومثله قوله .
( طاف الهوى في عباد الله كلهم ... حتى إذا مر بي من بينهم وقفا ) .
ومثله قوله .
( وسعى بنا واش فقالوا إنها ... لهي التي تشقى بها وتكابد ) .
( فجحدتهم ليكون غيرك ظنهم ... إني ليعجبني المحب الجاحد ) .
تقدم لهذين البيتين نكتة لطيفة تؤيد تأكيد انسجامهما وعذوبة ألفاظهما وهي أنه رفع للرشيد موت العباس وإبراهيم الموصلي المعروف بالنديم والكسائي وهشيمة الخمارة في يوم واحد فأمر المأمون أن يصلى عليهم فخرج فصفوا بين يديه فقال