ويعجبني من التشابيه الغريبة قول ابن نباتة السعدي في جواد أدهم أغر محجل .
( تختال منه على أغر محجل ... ماء الدياجي قطرة من مائه ) .
( وكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتص منه فخاض في أحشائه ) .
ومن التشابيه اللطيفة البديعية قول القاضي التنوخي من قصيدة .
( وراح من الشمس مخلوقة ... بدت لك في قدح من نضار ) .
( كأن المدير لها باليمين ... إذا مال للشرب أو باليسار ) .
( تدرع ثوبا من الياسمين ... له فرد كم من الجلنار ) .
ومثله في اللطف والغرابة قول القائل .
( كم وردة تحكي بسبق الورد ... طليعة تسرعت من جند ) .
( قد ضمها في الغصن قرص البرد ... ضم فم لقبلة من بعد ) .
ودخل مجير الدين بن تميم إلى حديقة هذه الوردة فزاد بعدها تقريبا بقوله .
( سبقت إليك من الحدائق وردة ... وأتتك قبل أوانها تطفيلا ) .
( طمعت بلثمك إذ رأتك فجمعت ... فمها إليك كطالب تقبيلا ) .
وظرف من قال في الوردة .
( كأنها وجنة الحبيب وقد ... نقطها عاشق بدينار ) .
ومثله في الظرف قول أيدمر المحيوي في النرجس .
( وكأن نرجسه المضاعف خائض ... في الماء لف ثيابه في رأسه ) .
ويعجبني في تشبيه النرجس قول شهاب الدين أحمد القماح راجح رجاح الديار المصرية في فن الزجل في بعض أزجاله .
( وفي الأزاهير قم ترى شي تذهب ... وشي تصيبوا قد زها وتفضض ) .
( النرجس أحداقو الشهل نعسانه ... إلا أنها من الندى ليس تغمض ) .
( وحين فتح عينو في وجهي شبهت ... أصفر ولما بدا في الأبيض )