ومثله قول الشيخ شمس الدين بن العفيف .
( رأى رضابا عن تسليه ... أولو العشق سلوا ) .
( ما ذاقه وشاقه ... هذا وما كيف ولو ) .
ومن لطائف الصاحب بهاء الدين زهير في هذا النوع قوله من أبيات .
( فما كان أحسن من مجلسي ... فحدث بما شئت عن ليلتي ) .
( بشمس الضحى وببدر الدجى ... على يمنتي وعلى يسرتي ) .
( وبت وعن خبري لا تسل ... بذاك الذي وبتلك التي ) .
ومن لطائفه أيضا أنه كتب إلى بعض أصحابه وكان اسمه يحيى وقد بلغه أنه شرب دواء أبياتا أولها .
( سلمت من كل ألم ... ودمت موفور النعم ) .
( في صحة لا ينتهي ... شبابها إلى الهرم ) .
( يحيا بك الجود كما ... يموت يا يحيى العدم ) .
( وبعد ذا قل لي ما ... كان من الأمر وكم ) .
وأظرف منه ولم يخرج عما نحن فيه من بديع الاكتفاء وزيادة التورية ما وقع لشهاب الدين التلعفري مع شمس الدين الشيرجي بين يدي الملك الناصر وما ذاك إلا أنهما حضرا بين يديه في ليلة أنس فاتفق أن شمس الدين الشيرجي ذهب إلى ضرورة وعاد فأشار إليه الملك الناصر أن يصفع التلعفري وكان شمس الدين رجلا ألحى فلما صفع التلعفري نهض على الفور وقبض على لحية الشيرجي وأنشد ارتجالا ويده فيها .
( قد صفعنا في ذا المحل الشريف ... وهو إن كنت ترتضي تشريفي ) .
( فارث للعبد من مصيف صفاع ... يا ربيع الندى وإلا خريفي ) .
وما أحلى قول الشيخ جمال الدين بن نباتة في هذا النوع مع زيادة اللف والنشر والاكتفاء في البيتين