وأما قصيدتي النبوية الموسومة بأمان الخائف فإنها عزيب هذا البارق وحلبة مجرى هذه السوابق لأنني لم أخرج في تغزلها عن التباري والتشبيب بذكر المنازل المعهودة وبراعتها .
( شدت بكم العشاق لما ترنموا ... فغنوا وقد طاب المقام وزمزم ) .
وقلت بعده .
( وضاع شذاكم بين سلع وحاجر ... فكان دليل الظاعنين إليكم ) .
( وجزتم بواد الجزع فاخضر والتوى ... على خده بالنبت صدع منمم ) .
( ولما روى أخبار نشر ثغوركم ... أراك الحمى جاء الهوى يتنسم ) .
وما أليقه أن يكون صدرا للمدائح النبوية ومنها .
( فيا عرب الوادي المنيع حجابه ... وأعني به قلبي الذي فيه خيموا ) .
( رفعتم قبابا نصب عيني ونحوها ... تجر ذيول الشوق والقلب يجزم ) .
( ويا من أماتونا اشتياقا وصيروا ... مدامعنا غسلا لنا وتيمموا ) .
( منعتم تحيات السلام لموتنا ... غراما وقد متنا فصلوا وسلموا ) .
( يقولون لي في الحي أين قبابهم ... ومن هم من السادات قلت هم هم ) .
( عريب لهم طرفي خباء مطنب ... بدمعي وقلبي نارهم حين تضرم ) .
ومن ألطف الإشارات إلى أن هذا التغزل صدر قصيدة نبوية قولي منها .
( أوري بذكر البان والزند والنقا ... وسفح اللوى والجزع والقصد أنتم ) .
ولم أزل في براعة الاستهلال أستهل أهلة هذه المعاني إلى أن وصلت إلى حسن التخلص فقلت