ومن التهكم في السنة الشريفة قوله ( بشر مال البخيل بحادث أو وارث ) .
وشاهد المدح في موضع الاستهزاء من النظم قول ابن الذروي في ابن أبي حصينة من أبيات .
( لا تظنن حدبة الظهر عيبا ... فهي في الحسن من صفات الهلال ) .
( وكذاك القسي محدودبات ... وهي أنكى من الظبا والعوالي ) .
( وإذا ما علا السنام ففيه ... لقروم الجمال أي جمال ) .
( وارى الانحناء في مخلب البازي ... ولم يعد مخلب الريبال ) .
( كون الله حدبة فيك إن شئت ... من الفضل أو من الأفضال ) .
( فأتت ربوة على طود علم ... وأتت موجة ببحر نوال ) .
( ما رأتها النساء إلا تمنت ... أن غدت حلية لكل الرجال ) .
وما أحلى ما ضمنها بقوله .
( وإذا لم يكن من الهجر بد ... فعسى أن تزورني في الخيال ) .
وقول ابن الرومي .
( فيا له من عمل صالح ... يرفعه الله إلى أسفل ) .
وقيل إن أظرف ما نظم في التهكم قول حماد عجرد .
( فيا ابن طرح يا أخا ... الحلس ويا ابن القتب ) .
( ومن نشا والده ... بين الربا والكثب ) .
( يا عربي يا عربي ... يا عربي يا عربي ) .
وهذا النوع أعني التهكم ذكر ابن أبي الأصبع في كتابه تحرير التحبير أنه من مخترعاته ولم يره في كتب من تقدمه من أئمة البديع والعميان لم ينظموه في بديعيتهم