البحر وقطع القفر ودخل بلدا أعجميا مفردا فمصر الأمصار وجند الأجناد ودون الدواوين وأقام ملكا بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة شكيمته إن معاوية نهض بمركب حمله عليه عمر وعثمان وذللا لهصعبه وعبد الملك ببيعة تقدم له عقدها وأمير المؤمنين بطلب غيره واجتماع شيعته وعبد الرحمن منفرد بنفسه مؤيد برأيه مستصحب لعزمه .
وصايا المنصور لابنه المهدى .
32 - وصية له .
قال المنصور لابنه المهدى يا بنى لا تبرم أمرا حتى تفكر فيه فإن فكرة العاقل مراته تريه حسناتهوسيئاته واعلم أن الخليفة لا يصلحه إى التقوى والسلطان لا يصلحه إى الطاعة والرعية لا يصلحها إى العدل وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه .
33 - وصية أخرى له .
ووصاه فقال له إنىلم أدع شيئا إلا قد تقدمت إليك فيه وسأوصيك بخصال والله ما أظنك تفعل واحدة منها وكان له سفط فيه دفاتر علمه وعليه قفل لا يأمن على فتحه ومفتاحه أحدا يصر مفتاحه في كم قميصه فقال للمهدى انظر هذا السفط فاحتفظ به فإن فيه علم ابائك ما كان وما هو كائن إلىيوم القيامة فإن أحزنك أمر فانظر في الدفتر الأكبر فإن أصبت فيه ما تريد وإلا فالثانى والثالث حتى بلغ سبعة فإن ثقل عليك فالكراسة الصغيرة فإنك واجد فيها ما تريد وما أظنك تفعل وانظر هذه المدينة فإياك أن تستبدل بها فإنها بيتك وعزك قد جمعت لك فيها من الأموال ما إن كسر عليك الخراج عشر سنين كان عندك كفاية لأرزاق الجند والنفقات وعطاء الذرية ومصلحة الثغور فاحتفظ بها فإنك لا تزال عزيزا ما دام