والذكر من شأنه والمحاسبة من همته ولا يزال بشر ما استعمل التسويف واتبع الهوى وأكثر الغفلة ورجح في الأماني الحق مر لا يصبر عليه إلا من عرف حسن العاقبة ومن رجا الثواب خاف العقاب حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور واقدعوا هذه النفوس فإنها طلعة وإنكم إلا تزعوها تنزع بكم إلى شر غاية يا بن آدم نهارك ضيفك فأحسن إليه فإنك إن أحسنت إليه ارتحل يحمدك وإن أسأت إليه ارتحل يذمك وكذلك ليلك إنما أنت أيها الإنسان عدد فإذا مضى لك يوم فقد مضى بعضك وقيل له يا أبا سعيد من أشد الناس صراخا يوم القيامة فقال رجل رزق نعمة فاستعان بها على معصية الله وكان يقول لو قمت الليل حتى ينحني ظهرك وصمت النهار حتى يسقم جسمك لم ينفعك ذلك إلا بورع صادق وسمع رجلا يكثر الكلام فقال يا بن أخي أمسك عليك لسانك فقد قيل ما شيء أحق بسجن من لسان وكان يقول لو لم يكن من شؤم الشراب إلا أنه جاء إلي أحب خلق الله إلى الله فأفسده لكان ينبغي للعاقل أن يتركه يعني العقل ويقول ما أطال أحد الأمل إلا أساء العمل وما أساء العمل إلا ذل .
وقال يا عجبا لقوم قد أمروا بالزاد وأوذنوا بالرحيل وأقام أولهم على آخرهم فليت شعري ما الذي ينتظرون وقال اجعل الدنيا كالقنطرة تجوز عليها ولا تعمرها وقال ليس العجب ممن عطب كيف عطب إنما العجب ممن نجا كيف نجا وقال من أخلاق المؤمن قوة في دين وحرص على العلم وقناعة في فقر ورحمة للمجهود وإعطاء في حق وبر في استقامة وفقه في يقين وكسب في حلال