( كما لو أصاب الموت ليلى بكيتها ... وجاد لها دمع من العين سافح ) .
( وأغبط من ليلى بما لا أناله ... بلى كل ما قرت به العين طائح ) .
( ولو أن ليلى الأخيلية سلمت ... علي ودوني جندل وصفائح ) .
( لسلمت تسليم البشاشة أو زقا ... إليها صدى من جانب القبر صائح ) .
فقال زيدينا من شعره يا ليلى قالت هو الذي يقول ( حمامة بطن الواد بين ترنمي ... سقاك من الغر الغوادي مطيرها ) .
( أبيني لنا لا زال ريشك ناعما ... ولا زلت في خضراء غض نضيرها ) .
( وكنت إذا ما زرت ليلى تبرقعت ... فقد رابني منها الغداة سفورها ) .
( وقد رابني منها صدود رأيته ... وإعراضها عن حاجتي وبسورها ) .
( وأشرف بالقور اليفاع لعلني ... أرى نار ليلى أو يراني بصيرها ) .
( يقول رجال لا يضيرك نأيها ... بلى كل ما شف النفوس يضيرها ) .
( بلى قد يضير العين أن تكثر البكا ... ويمنع منها نومها وسرورها ) .
( وقد زعمت ليلى بأني فاجر ... لنفسي تقاها أو عليها فجورها ) .
فقال الحجاج يا ليلي ما الذي رابه من سفورك فقالت أيها الأمير كان يلم بي كثيرا فأرسل إلي يوما إني آتيك وفطن الحي فأرصدوا له فلما أتاني سفرت عن وجهي فعلم أن ذلك لشر فلم يزد على التسليم والرجوع فقال لله درك