وملك المال بخلاؤهم وإن من صلاح الولاة أن يصلح قرناؤها ونصح لك يا معاوية من أسخطك بالحق وغشك من أرضاك بالباطل .
قال اجلس رحمك الله قد أمرنا لك بمال قال إن كان من مالك الذي تعهدت جمعه مخافة تبعته فأصبته حلالا وأنفقته إفضالا فنعم وإن كان مما شاركك فيه المسلمون فاحتجنته دونهم فأصبته افتراقا وأنفقته إسرافا فإن الله يقول في كتابه ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) .
وروي أن معاوية قال له يا شداد أنا أفضل أم علي وأينا أحب إليك فقال علي أقدم هجرة وأكثر مع رسول الله إلى الخير سابقة وأشجع منك قلبا وأسلم منك نفسا وأما الحب فقد مضى علي فأنت اليوم عند الناس أرجى منه .
374 - معاوية ورجل من أهل سبأ .
وقال لمعاوية لرجل من أهل سبأ ما كان أجهل قومك حين ملكوا عليهم امرأة فقال بل قومك أجهل قالوا حين دعاهم رسول الله إلى الحق وأراهم البينات ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) ألا قالوا ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له )