فقضى لهاشم بالغلبة وأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعمها وغاب أمية عن مكة بالشأم عشر سنين فكانت هذه أول عداوة وقعت بين هاشم وأمية .
52 - عوف بن ربيعة الأسدي يتكهن بمقتل حجر بن الحارث .
كان حجر بن الحارث أبو امرئ القيس ملك بني أسد وكان له عليهم إتاوة كل سنة لما يحتاج إليه فبقي كذلك دهرا ثم بعث إليهم من يجبي ذلك منهم وحجر يومئذ بتهامة فطردوا رسله وضربوهم فبلغ ذلك حجرا فسار إليهم فأخذ سرواتهم وخيارهم وجعل يقتلهم بالعصا فسموا عبيد العصا وأباح الأموال وصيرهم إلى تهامة وحبس جماعة من أشرافهم منهم عبيد بن الأبرص الشاعر فقال شعرا يستعطفه فيه ومنه قوله .
( أنت المليك عليهم ... وهم العبيد إلى القيامة ) .
فرق لهم وعفا عنهم وردهم إلى بلادهم فلما صاروا على مسيرة يوم من تهامة تكهن كاهنهم وهو عوف بن ربيعة بن عامر الأسدي فقال لهم يا عبادي قالوا لبيك ربنا فقال من الملك الصلهب الغلاب غير المغلب في الإبل كأنها الربرب لا يقلق رأسه الصخب هذا دمه ينثعب وهو غدا أول من يستلب قالوا ومن هو ربنا قال لولا تجيش نفس جاشية لأخبرتكم أنه حجر ضاحية