عوقبت لقد عوقب الخاطئون قبلي وما آمن أن أكون منهم ولئن سقط عضوان مني لما بقي أكثر ولو أتى على نفسي لما كان لي عليه خيار تبارك وتعالى فرحم الله عبدا دعا بالعافية فوالله لئن كان عتب علي بعض خاصتكم لقد كنت حدبا على عامتكم .
222 - تقريع عبد الملك بن مروان لأحد عماله .
وروى الجاحظ قال قال أبو الحسن كان عبد الملك بن مروان شديد اليقظة كثير التعاهد لولاته فبلغه أن عاملا من عماله قبل هدية فأمر بإشخاصه إليه فلما دخل عليه قال أقبلت هدية منذ وليتك قال يا أمير المؤمنين بلادك عامرة وخراجك موفور ورعيتك على أفضل حال قال أجب فيما سألتك عنه أقبلت هدية منذ وليتك قال نعم قال لئن كنت قبلت ولم تعوض إنك للئيم ولئن أنلت مهديك لا من مالك أو استكفيته ما لم يكن يستكفاه إنك لجائر خائن ولئن كان مذهبك أن تعوض المهدي إليك من مالك وقبلت ما أتهمك به عند من استكفاك وبسط لسان عائبك وأطمع فيك أهل عملك إنك لجاهل وما فيمن أتى أمرا لم يخل فيه من دناءة أو خيانة أو جهل مصطنع نحياه عن عمله