للناس على الله حجة بعد الرسل ويكون بلاغا لقوم عابدين أوصيكم عباد الله بتقوى الله العظيم الذي ابتدأ الأمور بعلمه وإليه يصير معادها وانقطاع مدتها وتصرم دارها ثم إني أحذركم الدنيا فإنها حلوة خضرة حفت بالشهوات وراقت بالقليل وأينعت بالفاني وتحببت بالعاجل لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجيعتها أكالة غوالة غرارة لا تبقي على حال ولا يبقى لها حال لن تعدو الدنيا إذا تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها والرضا بها أن تكون كما قال الله D ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فاصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا ) نسأل الله ربنا وإلهنا وخالقنا ومولانا أن يجعلنا وإياكم من فزع يومئذ آمنين إن أحسن الحديث وأبلغ الموعظة كتاب الله يقول الله ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) .
164 - خطبة معاوية بن يزيد توفي سنة 64 .
أمر معاوية بن يزيد بن معاوية بعد ولايته فنودي بالشأم الصلاة جامعة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني قد نظرت في أمركم فضعفت عنه فابتغيت لكم رجلا مثل عمر ابن الخطاب رحمة الله عليه حين فزع إليه أبو بكر فلم أجده فابتغيت لكم ستة في الشورى