42 - مخالس بن مزاحم وقاصر بن سلمة عند النعمان بن المنذر .
كان مخالس بن مزاحم الكلبي وقاصر بن سلمة الجذامي بباب النعمان بن المنذر وكان بينهما عداوة فأتى قاصر إلى ابن فرتني وهو عمرو بن هند أخو النعمان ابن المنذر وقال إن مخالسا هجاك وأنشده في ذلك أبياتا فلما سمع عمرو ذلك أتى النعمان فشكا مخالسا وأنشده الأبيات فأرسل النعمان إلى مخالس فلما دخل عليه قال لا أم لك أتهجو امرأ هو ميتا خير منك حيا وهو سقيما خير منك صحيحا وهو غائبا خير منك شاهدا فبحرمة ماء المزن وحق أبي قابوس لئن لاح لي أن ذلك كان منك لأنزعن غلصمتك من قفاك ولاطعمنك لحمك .
قال مخالس أبيت اللعن كلا والذي رفع ذروتك بأعمادها وأمات حسادك بأكمادها ما بلغت غير أقاويل الوشاة ونمائم العصاة وما هجوت أحدا ولا أهجو امرأ ذكرت أبدا وإنى أعوذ بجدك الكريم وعز بيتك القديم أن ينالنى منك عقاب أو يفاجئني منك عذاب قبل الفحص والبيان عن أساطير أهل البهتان .
فدعا النعمان قاصرا فسأله فقال قاصر أبيت اللعن وحقك لقد هجاه وما أروانيها سواه فقال مخالس لا يأخذن أيها الملك منك قول امرئ آفك ولا توردني سبيل المهالك .
واستدلل على كذبه بقوله إني أرويته مع ما تعرف من عداوته فعرف النعمان صدقه فأخرجهما فلما خرجا قال مخالس لقاصر شقي جدك وسفل خدك وبطل كيدك ولاح للقوم جرمك وطاش عني سهمك ولأنت أضيق حجرا من نقاز وأقل قوى من الحامل على الكراز فأرسلها مثلا