عاتبه على ذلك قوم من خاصته وتشاءموا بذلك منه وخافوا عاقبته فقال والله ما تركت ذلك علانية إلا وأنا أقوله سرا وأكثر منه لكني رأيت بني هاشم إذا سمعوا ذكره اشرأبوا واحمرت ألوانهم وطالت رقابهم والله ما كنت لآتي لهم سرورا وأنا أقدر عليه والله لقد هممت أن احظر لهم حظيرة ثم أضرمها عليهم نارا فإني لا أقتل منهم إلا آثما كفارا سحارا لا أنماهم الله ولا بارك عليهم بيت سوء لا أول لهم ولا آخر والله ما ترك نبي الله فيهم خيرا استفرغ نبي الله صدقهم فهم أكذب الناس فقام إليه محمد بن سعد بن أبي وقاص فقال وفقك الله يا أمير المؤمنين أنا أول من أعانك في أمرهم فقام عبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي فقال والله ما قلت صوابا ولا هممت برشد أرهط رسول الله وآله تعيب وإياهم تقتل والعرب حولك والله لو قتلت عدتهم أهل بيت من الترك مسلمين ما سوغه الله لك والله لو لم ينصرهم الناس منك لنصرهم الله بنصره فقال اجلس أبا صفوان فلست بناموس فبلغ الخبر عبد الله بن العباس فخرج مغضبا ومعه ابنه حتى أتى المسجد فقصد قصد المنبر .
فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله وآله ثم قال .
أيها الناس إن ابن الزبير يزعم أن لا أول لرسول الله وآله ولا آخر فيا عجبا كل العجب لافترائه وتكذبه والله إن أول من أخذ الإيلاف